“شباب المنبر” ينظم ندوة الحركة الشبابية.. واقع أم ديكور”

نظم مركز شباب المنبر الوطني الإسلامي ندوته الجماهيرية الأولى تحت عنوان “الحركة الشبابية.. واقع أم ديكور” استضاف فيها الكاتب والمحلل السياسي مهنا الحبيل من المملكة العربية السعودية واستاذ الإعلام السياسي في جامعة البحرين الدكتور عدنان بومطيع من مملكة البحرين، والمحامي عضو مجلس الأمة الكويتي السابق أسامة شاهين.

واستهل الكاتب الجبيل الندوة بالتأكيد على أن الشباب يمثل وقود حركة المجتمع وحراكه السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لافتا إلى أن الدول التي لا حراك شبابي فيها تعيش حالة مرضية، ومؤكدا على أنه يجب على المجتمعات تهيئة المجالات للشباب لقيادة التغيير والتطوير بغية النهوض بأوطانهم وحمياتها.

ووصف الحبيل جمعية الإصلاح في البحرين بالشجرة المباركة التي تثمر دائما أفكارا ومشاريع هي مدعاة فخر ليس للبحرين فقط وإنما للأمة الإسلامية جمعاء، لافتا إلى أن مملكة البحرين بحاجة ماسة لأن “تدخل مدار تجديدي في علاقة الشباب البحريني البحريني، والبحريني الخليجي، والبحريني الإسلامي”.

وتحدث الكاتب الحبيل بإسهاب عن واقع الشباب الخليجي والتوجهات الإسلامية، والشباب الخليجي والعمل العام، وقال “في تقديري هناك حالة لبس في هذا المجتع إزاء تعريف الشاب الإسلامي المنتمي لمعايير إسلامية”، وأوضح “الشاب الإسلامي هو من يتحلى بالقيم والممارسات والواجبات الواردة في الشريعة الإسلامية”.

ونبه الكاتب الحبيل إلى لغة القمع التي تمارسها بعض الشخصيات الدينية في تعاملها مع الشباب، دعيا إلى تطوير لغة الخطاب الإسلامي في الإجابة على تساؤلات أولئك الشباب عبر احترام عقولهم ودراتهم، وعدم اقتصار الخطاب الديني على القضايا الإيمانية وإنما يمتد ليشمل جميع قضايا الحياة.

وقال الحبيل “الخليج العربي جزء مهم من هذا العالم، وشباب الخليج يجب أن تكون ثقافته تكاملية من إدراكه لواجباته الفردية والوطنية والإنساينة، وما يحمله من قيم إسلامية حضارية للأمة”.

وتحدث الحبيل عن أن أحد مسارات الصراع بين التيارات الفكرية هو موقع الهوية، وقال “مع الأسف كلا المنظورين الذين يتناولون هذه الفكرة لديهما خلل”، مشددا على أن “الخليج العربي ينتمي إلى الأمة العربية التي أسست للرسالة الإسلامية، والهوية ليست رابط قبلي أو عرقي وإنما هي هوية حضارة إسلامية صنعت فيها”.

وقال الحبيل “القول إن الإسلام ليس قيمة تراثية يسيء للعرب، ونحن نحتاج اليوم إلى خطاب جديد لتحقيق حركة بعث إسلامي جديدة، وأمامنا تحد كبير جدا يجب أن ننطلق منه خاصة في العهد الشبابي”.

وأكد الحبيل أن الانتكاسات التي تعيشها الأمة مردها إلى أن كثيرا من رصيدنا الإسلامي لم يفعل، وتساءل “كم تشكل قاعدة “الدين المعاملة” في خطابنا المعاصر؟ وكم تشكل قاعدة “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” في الخطاب الديني الموجه للشباب خاصة؟”.

 

الشاهين: الشباب مرتبط بالقدرة على العطاء

المحامي أسامة الشاهين، عضو مجلس الأمة الكويتي الأسبق، استهل حديثه خلال الندوة بالتساؤل “إذا لم نتحرك ونحن في سن الشباب وفي مقتبل حياتنا العملية والاجتماعية والأسرية فمتى سنتحرك؟ واذا لم نعمل الآن لأوطاننا الآن فمتى سنعمل؟”؟

وشدد الشاهين وهو أصغر عضو في مجلس الأمة الكويتي (فبراير 2012) على أن الشباب غير مرتبط بالسن، إنما بالقدرة على العطاء وخدمة الأوطان.

ودعا الشاهين الشباب البحريني إلى المشاركة الاجتماعية الفاعلية والعمل الميداني الطلابي والاجتماعي وغيره، وهذا أكثر جدوى من الاكتفاء بحضور المحاضرات وورشات التدريب، وقال “العمل العام مثل العمل النقابي هو صورة مكبرة عن العمل الطلابي، والعمل الطلابي هو فرصة لصقل المهارات وتنمية المدركات”.

وخاطب الشاهين شباب المنبر الإسلامي ومن خلفهم الشباب البحريني بالقول “أدعوكم بقوة للعمل الشبابي ضمن أطر أكبر، وتطعيم العمل الشبابي بمشورة الكبار، فإذا عملنا مع الشباب فقط يكون خطابنا فقط موجه للشباب بينما المجتمع أكبر من ذلك”.

وأوضح الشاهين أن أهم ثلاث مهارات للشباب الذين يرديون أن يكونوا نشطاء في مجتمعهم هي أولا الفهم والعلم والثقافة والإدراك والإحاطة والمعرفة وغير ذلك من المترادفات، فلا يمكن للشاب النجاح في أي عمل إذا لم يكن على دراية كاملة به وإلا قاده المطاف للطرف أو الفشل، أما المهارة الثانية فهي الإخلاص في تحقيق الهدف، أما المهارة الثالثة فهي العمل حيث يجب أن يصحب هذا العقل الواعي والقلب المخلص بالعمل.

وتحدث الشاهين عن الأخطار التي تواجه الحراك الشبابي والتي تؤدي إلى اختفاء الحركات الشبابية أو تبخرها أو تلاشيها، ومن بين تلك المخاطر ارتباط الحركات الشبابية بشخص واحد وبالتالي تتلاشي هذه المشارع عندما يمل هذا الشخص أو يمرض أو يسافر، وهنا يجب أن تحدد الحركة الشبابية تعريفها كمؤسسة وليس كشخص، أما السبب الثاني فهو الانقسام والتشرذم بسبب الحماس الذي يتسم به الشباب والتشبث بالرأي، والسبب الثالث هو أن تكون الحركات الشبابية صادمة في فكرتها منعزلة عن المجتمع بسبب أتيانها بفكرة لا يتقبلها المجتمع وهنا يمكن أن نقوم باستبانة منذ البداية لمعرفة مدى تقبل المجتمع لهذه الفكرة.

وشدد المحامي الشاهين على ضرورة أن تكون هناك هوية لأي تجمع شبابي تضمن تحديد رؤيته ومهمته، داعيا الشباب الخليجي إلى إدراك المخاطر التي تهدد مستقبلهم والعمل والسعي الدؤوب لتحقيق ذواتهم بلد الركون إلى الحكومات في الحصول على الوظيفة والسكن والقروض.. .

 

إعطاء الشباب فرصة القيادة وأخذ القرار

من جانبه استعرض الدكتور عدنان بومطيع المعوقات والتحديات التي تواجه الشباب البحريني بشكل عام ومنها تأخر سن الزواج وارتفاع تكاليف الحياة، إضافة غلى قلة فرص العمل حيث يحتاج الخريج إلى 4 أو 5 سنوات حتى يجد الوظيفة المناسبة.

وأشار الدكتور بومطيع خلال الندوة إلى أن الشباب يعاني اليوم من انخفاض هائل في مستوى الثقافة العامة، ومن ضعف مخرجات التعليم المدرسي والجامعي، وإزاء هذه الضحالة الثقافية هناك تضخم هائل في الثورة الإعلامية المعرفية الرياضية حيث أصبح الشباب إما مدريدي أو برشلوني، وهذا مفيد في جوانب لكنه مضر في جوانب كثيرة اخرى.

ولفت الدكتور بومطيع إلى أن البحرين لا زالت تعاني من اصطفاف طائفي كبير يعاني منه الشباب خاصة ويطال حتى الأطفال في الروضة، في وقت عجزت فيه الجمعيات السياسية عن استقطاب الحراك الشبابي في المملكة.

وقال الدكتور بومطيع إنه رغم ذلك هناك آمال يمكن تلخيصها بوجود إيمان عميق لدى الشباب البحريني بمدأ الوحدة الوطنية والخليجة، كما أن الحراك الشبابي في البحرين لديه قدرة على التجمع السريع، إضافة إلى قدرة الشباب على التعامل على الوسائل الإعلامية حيث أصبحت بعض الحسابات في التويتر كبيرة جدا، منوها ببروز الحركة النسائية كحركة فاعلة سواء بين صفوف الشباب أو كحركات مستقلة.

ونبَّه بومطيع إلى خطورة وجود حماس عالي لدى جموع شبابية في البحرين لكنها لا تعرف أين الطريق وليس هناك من يأخذ بيدها ويرشدها، فيما تتخاطفها كثير من التيارات والأفكار المتطرفة، وقال “رغم وجود محاولات شبابية ذاتية للنهوض مثل صحوة الفاتح، إلا أن هناك محاولات لتشويه لأي حراك شبابي، كما أن الجو العام لا يشجع على ظهور رموز شبابية كما يحدث في الكويت مثلا”.

وشدد الدكتور بمومطيع على ضرورة إعطاء الشباب فرصة القيادة وأخذ القرار لأن من يراهن على الشباب يراهن على المستقبل.

هذا ويشار إلى أن رؤية مركز شباب المنبر الوطني الإسلامي هي إعداد قيادات شبابية فاعلية واعية بحقوقها وواجباتها قادرة على المشاركة في صنع القرار السياسي، هدفها النهوض بالوطن واستقراره في إطار النهج الإسلامي الوسطي.

أما رسالة المركز فهي النهوض بشباب الوطن من خلال بث الوعي ونشر الثقافة السياسية وتطوير المهارات والقدرات القيادية والاهتمام بالعمل الوطني في ضوء الانفتاح على جميع التيارات بما يتماشى مع الهدف المبادئ الوطنية والإسلامية.

أما الهدف العام للمركز فهو بث الوعي بين الشباب من ختلف مكونات المجتمع عن طريق البرامج والفعاليات المتنوعة التي تهدف للتوعية السياسية والتواصل مع كافة القطاعات الشبابية والجهات ذات العلاقة الحكومية منها والأهلية.

شاهد أيضاً

جمعيات سياسية تستنكر الدعوة إلى تبديل الإجازة من يوم الجمعة إلى الأحد

المحرق _ الخميس 18 يناير 2024  تستنكر جمعيات “المنبر الوطني الإسلامي” و”الأصالة الإسلامية” و”تجمع الوحدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *