أصدرت جمعية المنبر الوطني الإسلامي بياناً بمناسبة الذكرى الخامسة لوقفة الفاتح عام 2011 تقدمت من خلالها بالتهنئة لشعب البحرين الأبي الذي انتفض ضد من حاول نقض العقد الاجتماعي بين مكونات الوطن والذي بني عبر الدستور والميثاق وتجسدت فيه أسمى معاني التضحية والإخلاص والولاء للوطن والتوافق الوطني. وأضافت “إن استجابة الحشود وفي القلب منهم أعضاء جمعيتي الإصلاح والمنبر الوطني الإسلامي والعديد من جمعيات المجتمع المدني لنداء الواجب والدفاع عن الوطن في ظل محاولة شق صف الوحدة الوطنية والانقلاب على التوافق الوطني المتمثل في نظام البلاد وانتماؤنا العربي الذي ارتضاه الشعب في الاستقلال والدستور وميثاق العمل الوطني، وكانت بمثابة رسالة قوية للداخل والخارج ساهمت بفضل الله في إحباط مؤامرة كانت تستهدف إقصاء جموع الشعب البحريني والعصف بجميع مكتسباته،ونشر الفوضى وفرض إرادة طرف على باقي المكونات.
ونوهت “المنبر الإسلامي” إلى دورها في تأسيس تجمع الوحدة الوطنية الذي وحد أطراف الفاتح جميعها في فترة الاضطرابات وصحح المغالطات وهدف إلى إيصال الصورة الحقيقية لما يجري في البلاد إلى الرأي العام في الكثير من الدول العربية عبر لقاءاتها المتعددة مع صانعي القرار والقوى الشعبية في هذه الدول، وطرح العديد من المطالب التي تمثل الشعب بمختلف أطيافه.
وأشادت الجمعية بدور ومجهودات شباب المنبر وشباب الفاتح في اللجان الإعلامية لتجمع الوحدة الوطنية وفي تنظيم تجمع 21 فبراير وفي ترتيبات التجمع الضخم وتسهيل وصول الناس إلى مركز الفاتح الإسلامي، كما أشادت بجميع من ساهم في إنجاح هذا الحراك الشعبي من جمعيات وأفراد وتجار ومستقلين وشباب شاركوا بروح وطنية مخلصة تعبر عن قلقهم من اختزال صوتهم من قبل الاخرين فاجتمعوا في الفاتح لإسماع صوتهم للجميع.
وأكدت ” المنبر الإسلامي” على أن الشعب بمختلف فئاته وطوائفه الذي كان له موقف تاريخي ووطني في الدفاع عن وطنه وهويته وعن الشرعية الدستورية في أزمة 2011، وفي كل المواقف المفصلية التي مرت به البلاد كما في التصويت على الميثاق يستحق أن يسمع صوته وأن يتم التعاطي مع مطالبه التي سبق ورفعها في وقفة الفاتح والمتعلقة بمكافحة الفساد والإصلاحي السياسي والمعيشي خاصة في ظل فقدان المواطنين للعديد من المكتسبات المعيشية وفي أثناء الأزمات الاقتصادية. كما دعت الجمعية الجميع بمن فيهم الحكومة الى مكافحة الفساد وتشجيع المشاركة الشعبية وهي من أسس التفاف الناس في وقفة الفاتح ومن أهم مطالبهم.
وأكدت الجمعية على أن اضطرابات ٢٠١١ قد كانت من تدبير فئة قليلة من المتطرفين والمغترين بمشروع الهيمنة الإقليمي ولا يمثلون الشعب البحريني بمختلف فئاته ومكوناته الأساسية والوطنية. وقد حاولت تلك الفئة ركوب موجة الثورات العربية لتحقيق أهداف مشبوهة، ولا تمثل التيار الوطني العريض الذي أجمع في الاستقلال والميثاق على نظام الحكم والتعايش في البلاد. كما دعت الجمعية جميع القوى المناهضة للمشروع الإيراني الطائفي للهيمنة على المنطقة والذي نرى حاليا تجلياته إلى وحدة حقيقية شاملة وذلك بعد تعاظم خطر هذا المشروع وتغوله في المنطقة، خاصة في ظل تربص إقليمي بالبلاد ومحاولة جرها إلى أتون الحرب الأهلية والفتنة الطائفية، ومحاولات استنساخ تجارب الانقلاب على الشرعية الدستورية والعبث بأمن هذه البلاد واستقرارها.
كما دعت “المنبر الإسلامي” جميع المواطنين وبخاصة الشباب إلى الوحدة والتماسك والتفاعل مع جميع قضايا المجتمع والاستمرار في المشاركة الشعبية والبناءة والدعوة إلى الإصلاح ومكافحة الفساد خاصة أن الوطن بحاجة إلى مثل هذه الجهود المخلصة لخلق التوازن الذي يحفظ استقرار المملكة في ظل ما تموج به المنطقة من أزمات.