“علماء تركستان” تدعو الدول الإسلامية والمنظمات العالمية للضغط على الصين لتتوقف عن الاضطهاد
“المنبر الإسلامي”: أين منظمات حقوق الإنسان التي تتدثر بشعارات إنسانية مما يجري للمسلمين
تركستان الشرقية تغطي 80% من احتياجات الصين من النفط ومساحتها أكبر من إيران
يتعرض المسلمون في إقليم تركستان الشرقية – منذ ما يقرب من 60 عاما – للاضطهاد والتمييز والقمع،والحرمان من اختيار اعتناق الدين، وقد تعرض المسلمون «الأويغور» لمجزرتين كبيرتين في الصين، ففي عام 1863م قتل منهم ما يفوق مليون شخص، ثم جاء النظام الشيوعي ليرتكب مذبحة مشابهة في عام 1949م، عندما قتل أيضا أكثر من مليون من «الأويغور».وفي عام 2014 أعدمت الحكومة الصينية العشرات من المسلمين وسجن المئات دون محاكمات عادلة، وتفاخر المدعي العام الصين في تقريره السنوي لعام ٢٠١٤ أن سلطات الأمن الصينية اعتقلت أكثر من ٢٧ ألفا من مسلمي الأويغور خلال سنة واحدة فقط. اضغط هنا لمشاهدة وتحميل البيان
وتقوم السلطات الصينية بمنع مسلمو الصين من الصيام وإجبار الأئمة على الرقص في الميادين العامة وسب الدين الإسلامي ووصفة بالإرهاب، ولعل أحدث حلقات الاضطهاد الديني والممارسات القمعية بحق المسلمين في هذا الإقليم ما اتخذته السلطات الصينية من قرارات بشأن حظر الحجاب والنقاب واللحية وجميع المظاهر الإسلامية .
أصدرت جمعية علماء تركستان الشرقية بيانا أدانت فيه القرارات الأخيرة التي أصدرها الاحتلال الصيني, حيث فرض المزيد من القيود على ممارسة المسلمين لشعائر دينهم.
واعتبرت الجمعية في بيان وصل “موقع المنبر” نسخة منه أن مثل هذه القرارات والقوانيين تخالف الشريعة الإسلامية وبمثابة إعلان حرب صريحة على الإسلام والمسلمين.
وأوضح البيان أن هذه القرارات المتمثلة في حظر الصين للحجاب والنقاب واللحية وجميع المظاهر الإسلامية في تركستان الشرقية تحرم المسلمين من أبسط الحقوق المكفولة لهم في الدستور الصيني.وندد البيان بالقرارات التي شملت معاقبة المسلمين على عدم مشاهدة البرامج الخليعة في التلفاز وعدم الاستماع لبرامج الإذاعة التي تدعو للإلحاد وتتهم المسلمين بالتطرف،كما حظرت القرارات على المسلمين التحاكم لشريعتهم في النكاح والطلاق والميراث.
ودعا البيان الدول الإسلامية ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات العالمية للضغط على الصين لتتوقف عن إصدار مثل هذه القوانين الجائرة واللاإنسانية .
وقالت الجمعية في تصريحات منشورة على لسان أمينها العام د. عبدالوارث عبدالخالق خوتن: لقد ازداد في الآونة الأخيرة وطأة الظلم الشيوعي الصيني على أهلنا في تركستان الشرقية في كافة مجالات الحياة، ولقد نشرت الصحافة العالمية حظر الصين الحجاب واللحية وما شابهها من فرائض الدين الإسلامي، حيث كانت هذه الأمور من ضمن حرية الاعتقاد التي يدعو لها كل دول العالم، كما أن هذه المحظورات تشمل على العبادات الدينية.
وأعلنت السلطات الصينية لائحة حظر على المسلمين وهي عبارة عن 50 مادة جديدة يتم تنفيذها في تركستان الشرقية، وتعتمد هذه المواد على مبدأ الإسلام الاشتراكي الذي تستهدفه الصين منذ سنوات، وهذه المحظورات تستهدف حرمان المسلمين التركستانيين من أبسط حقوقهم المكفولة لديهم في الدستور الصيني؛ وهو حق حرية الاعتقاد والتدين، ولقد بدأت الصين بتطبيق هذا الحظر اعتباراً من 1 أبريل 2017م.
“المنبر الإسلامي” تدعو لدعم مسلمي تركستان الشرقية
من جهتها نددت جمعية المنبر الوطني الإسلامي بالقرارات الصينية التي تمس العقيدة الإسلامية وتحظر ممارسة الشعائر الإسلامية وهو ما يتعارض مع أبسط الحقوق الإنسانية، معلنة تضامنها الكامل مع المسلمين في تركستان الشرقية ودعمهم في مواجهة الاضطهاد الصيني الذي استمرأته الحكومات الصينية المتعاقبة على مدار تاريخها .
ودعت “المنبر الإسلامي” الأنظمة العربية والإسلامية والمسلمين في جميع أنحاء العالم بإعلان التضامن معهم ومساندتهم والدفاع عن حقوقهم في ممارسة الشعائر الإسلامية والعيش بحرية كاملة بعيداً عن الظلم والقمع .
كما دعت شعوب العالم الحر ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمؤسسات الدولية باتخاذ موقف واضح وصريح ضد ما يتعرض له المسلمون من قمع واضطهاد ديني وعدم الكيل بمكيالين.
وتساءلت ” المنبر الإسلامي” لماذا لم نسمع لمنظمات حقوق الإنسان صوتاً في مثل هذه القضايا التي تتعلق بالاضطهاد والمظالم التي تقع على المسلمين في جميع أنحاء العالم؟! في حين تختلق هذه المنظمات الحقوقية والدولية الذرائع لكي تتدخل في شئون دول العالم العربي والإسلامي الداخلية وإجبار الدولة المتدخل فيها على القيام بعمل ما، أو الامتناع عن القيام به أو العدول عن إجراءات معينة ويكون الهدف المعلن أغطية وشعارات إنسانية وأمنية تغلف جميعها آليات إدارة الصراع الدولي التي تشكل حقيقة الهدف من وراء التدخل، وهو تحقيق مصالح سياسية واقتصادية وعسكرية.
وتقع تركستان الشرقية في وسط آسيا الوسطى، ويحدها من الغرب الدول الإسلامية التي كانت تمثل تركستان الغربية، وهي كازخستان، وطاجكستان وأوزبكستان، ومن الجنوب باكستان والهند والتبت، ومن الشرق الصين، ومن الشمال منغوليا وروسيا، ويطلق المسلمون اسم تركستان (أرض الترك) على المناطق الواقعة في شمال ما وراء النهر ، وبالأخص على تركستان الشرقية.
وتشغل تركستان الشرقية مساحة شاسعة، ومترامية الأطراف أكبر من مساحة إيران، إذ تبلغ نحو مليون و850 ألف كم مربع. أي خُمس مساحة الصين، وهي تعد في الوقت الحاضر أكبر أقاليم الصين، التي احتلتها وضمتها إليها بالقوة عام 1881.
مخزون النفط الصيني يتركز في أماكن المسلمين
تغطي تركستان الشرقية 80% من احتياجات الصين من النفط، ويقدر البعض مخزونها من النفط بأنه يضاهي المخزون النفطي للمملكة العربية السعودية، حيث اكتشفت فيه كميات احتياطية كبيرة من البترول، وتؤكد دراسة الباحثة فتحية يحيى الكمالي أن في تركستان الشرقية أكثر من 90% من مناجم اليورانيوم في الصين وهي من أجود أنواع اليورانيوم في العالم، وكذلك الفحم الذي يبلغ رصيده ستمائة مليون طن، ويمكن أن تكفي العالم ستين عامًا حسب ما يقوله علماء الجيولوجيا.
كما أن تركستان الشرقية تعتبر ممرًا بريًّا يصل الصين بحقول النفط والغاز في قرغيزستان وآسيا الوسطى، لذا تعد هذه الموارد أحد أسباب تركز هذه المآسي في مناطق محددة من أماكن التواجد الإسلامي في الصين، وفي المقابل نجد أن المستوى الاقتصادي للمسلمين ضعيف جدًا في تركستان الشرقية؛ فهم يعانون من البطالة والأمية بسبب سياسة التمييز التعليمية التي اتبعت ضدهم، وهم لا يستطيعون النهوض في المجال الاقتصادي.
100 مليون مسلم في الصين
وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن عدد المسلمين قد يصل إلى 100 مليون نسمة، وفي تقرير أعدته قناة «BON news» الإنجليزية المتخصصة في شئون الصين، أكد أن تعداد المسلمين في الصين وحدها تجاوز 100 مليون نسمة، ليصل حوالي 130 مليون، وهو ما يعادل 10% من جملة سكانها، ليفوق تعداد مسلميها عدد المسلمين في السعودية والعراق وسوريا مجتمعين.
وبحسب موقع ساسة بوست يعد 99.9% من المسلمين في الصين من المسلمين السنة، وينقسم المسلمون في الصين إلى قسمين؛ قسم يعيش في دولة الصين، وقسم يعيش في إقليم تركستان الشرقية، وهي دولة إسلامية اغتصبتها الصين ولا تزال تحتلها حتى الآن.
وتدين عشر قوميات من 56 قومية بالإسلام في الصين، وهي: هوي والويغور والقازاق والقرغيز والأوزبك والتتار والطاجيك ودونغشيانغ وسالار وبونان، ويوجد في الصين أكثر من 34 ألف مسجد وما يزيد عن 45 ألف إمام.