التقى وفد من جمعية المنبر الوطني الإسلامي بسفير المملكة المتحدة السيد إيان ليندسي في البحرين أمس بناء على طلب السفير للنقاش حوار الأزمة البحرينية والحوار الوطني .وكشف عضو الأمانة العامة لجمعية المنبر والنائب السابق الدكتور سعدي محمد عبد الله أن اللقاء الذي جمعه هو والنائب محمد العمادي بالسفير البريطاني تميز بالوضوح والمصارحة حيث أكدا للسفير أن أغلبية الشعب البحريني إضافة إلى المقيمين يستنكرون أعمال العنف والتخريب التي تمارسها قوى التأزيم في الشارع وتستهدف أمن واستقرار البحرين .وأضاف أن وفد المنبر أكد رفضه لأي تدخلات خارجية في الشأن الداخلي البحريني من أي طرف كان وان حل الازمة داخلي وبمشاركة وتوافق الجميع دون إقصاء او تهميش لأي طرف .وأشار الدكتور سعدي إلى أنهم طالبوا بضروة مراجعة بريطانيا لسياستها تجاه جمعيات التأزيم وأن لاتساند طرفا على حساب الآخر ، مشيراً إلى أن هناك ارهابيين مطلوبين للعدالة وصدرت بحقهم أحكام قضائية ومازالوا هاربين في لندن رغم استمرار تحريضهم ودعوتهم لاستخدام العنف .وأوضح أنهم نقلوا إلى السفير استياء غالبية الشارع البحريني من سياسة الإذاعة البريطانية تجاه الازمة وتحيزها الفج تجاه البحرين ودعمها للمخربين .وتابع سعدي أننا كمنبر وجزء من ائتلاف الفاتح نؤمن بالإصلاح الديمقراطي ونؤيد المطالب الداعية لذلك طالما التزمت بالثوابت الوطنية، إلا أن هناك توجس شعبي من نموذج العراق ولبنان خاصة وأن مملكة البحرين ذات ظروف شبيهة، لذا فنحن مع الاصلاح التدريجي ونرفض حكومة 51% في ظل الانقسام الطائفي وأن التوافق في كل الخطوات هو الحل وأن العائلة الحاكمة هي صمام امان للمملكة لأن حكم طائفة لأخرى أيا كانت الطائفة التي ستحكم سيزيد الأمور تعقيداً. وأضاف نحن مع الحوار الذي يحترم الثوابت الوطنية ويحترم الدستور وميثاق العمل وسيادة القانون وأن أي تجاوز لهم من خلال سياسة العفو أو الإفراج عن مسجونين محكومين باحكام جنائية بسب ضغوط خارجية أو داخلية مرفوض من غالبية الشعب البحريني وسؤثر سلبا على الحوار ، موجها الشكر لوزارة الخارجية البريطانية لدعمها الحوار .وقال الدكتور سعدي : أوضحنا للسفير أن ما يحدث في الشارع ليس مظاهرات سلمية إنما هو ارهاب منظم واعمال عنف وتخريب وقتل كان آخرها استشهادالشرطي عبد الواحد سيد محمد على أيد هؤلاء القتلة التي تمنحهم الوفاق وجمعيات التازيم غطاءً سياسياً وبرغم ذلك فإن الامن يلتزم في التعامل معهم بالمعايير الدولية المتعارف عليها في مقابل دعوات من الشارع بضرورة الحزم والحسم في تطبيق القانون في مواجهة الفوضى التي يحدثها هؤلاء .وأضاف أن جمعيات التازيم تنفذ أجندة خارجية وهي تابعة وليست قائدة والجميع يعلم أن قرارها ليس بيدها وإنما بيد آخرين معروفين للجميع وهو ما بدا واضحاً الأيام الماضية من تزايد وتيرة العنف بعد تصريحات خامنئي الأخيرة |.من جانبه اتفق السفير البريطاني مع وفد المنبر في أن حل الازمة لابد وان يكون بحرينيا بحت وأنهم مع حوار بناء وحيادي وشامل ، داعياً جميع الأطراف وبخاصة المعارضة أن يكونوا واقعيين في مطالبهم ويراعوا التركيبة السكانية وأنهم ليسوا بمفردهم في الساحة كما يجب أن يراعوا البعد الخليجي لمملكة البحرين وان عليهم ان يدركوا أن الإصلاحات ليست كوب قهوة سريع التحضير وإنما تأخذ وقتا ربما يمتد لسنوات كما حدث في كثير من الدول. واكد دعم حكومة بلاده للحوار وتوجهات جلالة الملك و سمو ولي العهد الجادة لإعادة احياء الحوار من أجل تجاوز البحرين للأزمة والتي لن تحل إلا بالحوار والتوافق على مخرجاته.وحول موقف الإذاعة البريطانية أكد السفير أن الإذاعة مستقلة و ليست تابعة للحكومة ، مشيراً إلى أن اداء الإذاعة في الفترة الاخيرة شهد توازناً ملحوظاً.وأكد السفير على متانة العلاقات البريطانية البحرينية وأن البحرين هي احد الحلفاء المهمين لهم منذ سنوات طويلة ، وأن استقرار الوضع فيها يمثل لهم أهمية كبيرة، مؤكداً عدم تدخلهم في الشأن الداخلي للبحرين . وأبدى حزنه وأسفه على مقتل الشرطي في يوم الاحتفال بذكرى الميثاق الوطني ، كاشفا أنهم توقعوا حدوث اعمال عنف خلال الأيام الماضية وقد حدثت للأسف الشديد .