: أصدرت جمعية المنبر الوطني الإسلامي بياناً حول إنقلاب الحوثيين على الثورة باليمن فيما يلي نصه
تتسارع الأحداث في جمهورية اليمن الشقيقة بتحركات لما يسمى بحركة أنصار الله الحوثية للسيطرة على بلد عربي شقيق وبدعم مباشر من إيران، وذلك في تحد سافر للدولة اليمنية ومؤسساتهاالشرعية، وللثورة التي قام بها الشعب اليمني للتخلص من الاستبداد، كما تعد التحركات الحوثية تحد كبير واستراتيجي لاستقرار وأمن دول الخليج العربي. وفي وسط الأحداث المتسارعة يتساءل المواطن المعني مباشرة بهذه التحديات التي تهدد أمنه واستقراره عن سبب غياب المنظومة الخليجية عن دائرة التأثير في هذا البلد العربي الشقيق، وذلك في ظل الدعم السابق لرئيس النظام اليمني المخلوع والذي يتحالف الان مع حركة أنصار الله ويقوم بدعمها وتسليم مقاليد الحكم لها
لقد عانى اليمن لفترات طويلة من الاستبداد والتهميش والفقر، بينما قامت قوى إقليمية في مقدمتها إيران بتوفير الدعم والتسليح للحوثيين فيه حتى أصبحوا قادرين على احتلال مفاصل الدولة والسيطرة عليها وتهديد وقتل المخالفين لهم ونشر الفساد واحتلال المؤسسات. إن ما يحدث في اليمن هذه الأيام لا يقل عن كونه انقلابا، لا بل احتلالا بالوكالة من قبل إيران والقوى الطائفية لبلد عربي شقيق. ومالم تتدخل دول مجلس التعاون مباشرة لوقف تدهور الجمهورية اليمنية إلى المجهول فسوف يشكل هذا التحول تهديدا كبيرا لأمنها واستقرارها، لا يقل في مداه عن ما حدث في العراق الشقيق
إن هذا الانقلاب الخبيث ما كان ليتم لولا خيانة الرئيس المخلوع الذي مكن له ودعمه، كما أنه ما كان ليتم لولا رضى القوى الغربية التي تتحالف تدريجيا مع إيران وتسعى لبث الخلاف والفرقة بين شعوب المنطقة حفاظا على مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني المحتل. ولذا فإننا ندعو دول مجلس التعاون للعمل الفوري على وقف التدهور الحاصل في اليمن الشقيق، وذلك لكي لا يتكرر سيناريو احتلال المشروع الطائفي الإيراني لدول عربية أخرى تحت مسمى أحزاب وقوى طائفية تكون تبعاً لسادتها في طهران.
إن العبث الذي تم بضرب تحركات الشعوب والشرعية التي نتجت عن انتخابات نزيهة وديمقراطية في العديد من الدول العربية ومن بينها اليمن ليثبت شيئاً فشيئاً أن التحالف مع الشعوب هو الحصن الحصين ضد محاولات الهيمنة والتحديات التي يفرضها المشروعان الطائفي والصهيوني في بلادنا. لقد أثبتت الأحداث أن العالم العربي خسر تدريجيا الموقع ثم الموقع للتهديد الصفوي عبر أحزاب وجماعات زرعتها ومكنتها، ولابد من وضع حد لهذا الزحف المدعوم بترتيب غربي. إن أمن دول الخليج القومي والاستراتيجي يستدعي مراجعة السياسات والمواقف التي أدت لهذا التراجع أمام المد الصفوي وأدت لهذا الاختراق في أمن دول الخليج وشبه الجزيرة
كما ندعو الإخوة الأشقاء في اليمن والشعب اليمني إلى مواجهة سيطرة هذه الحركة المدعومة من إيران والحفاظ على وحدة الدولة اليمنية ومؤسساتها من الذوبان في المشروع الطائفي ومواجهة الخونة الفاسدين الذين لن يتوانون في بيع اليمن للمشروع الطائفي والهيمنة الخارجية. إننا على ثقة بأن حكمة الشعب اليمني الشقيق وقبائله العربية وأحزابه المختلفة لن تقبل بأن تتحكم حفنة من الأشخاص المدعومين خارجياً بقوة السلاح في دولتهم، وستم عاجلا وقف تحركات الحوثي التي نشرت الفساد والاقتتال بين آبناء الشعب الواحد تنفيذا لأجندات خارجية. وعلى الدول العربية والخليجية أن تتحرك لدعم خيارات الشعب اليمني وقواه المخلصة للتخلص من هذه الهيمنة المفروضة عليه من حركة الحوثيين وحلفائهم الإقليميين
حفظ الله اليمن الشقيق وشعبه من كل شر والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل