أصدرت جمعية المنبر الوطني الإسلامي بياناً لمناصرة الشعب السوري فيما يلي نصه ”
“وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا” – النساء(75).
بدأت الثورة السورية مع انطلاقة الثورات العربية ضد الاستبداد السياسي والتي أطاحت بالعديد من الطغاة والأنظمة التي كانت تمارس أسوأ أنواع الظلم والفساد. وقد التزمت ثورة الشعب السوري بالسلمية بالرغم من ممارسة النظام الأسدي لأبشع أنواع التعذيب القمع، إلى أن فاض الكيل بالناس وبدؤوا في الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وأولادهم من ممارسات النظام السوري.
ولقد استمر النظام المدعوم من قبل إيران وروسيا وحزب الشيطان التابع لإيران في قمع شعبه فقتل منهم ما يقرب 100 ألف مواطن وقصفهم بمختلف أنواع الأسلحة والصواريخ، في حرب تعد من أغرب الحروب حيث تقاتل الدولة وتحارب شعبها الأعزل، وتساندها في ذلك روسيا والصين وإيران وقوى طائفية في بعض البلدان العربية وتوفر لها الدعم والحماية. وجميع ذلك يجري في ظل تخاذل العالم الغربي لا بل وتواطؤه في لعبة مكشوفة لتدمير الدولة السورية بعدما دمرت العراق ونهبته بالتفاهم التام مع الدولة الصفوية. وبصمت وشبه شلل من الدول العربية والإسلامية والتي نست حديث نبيها صلى الله عليه وسلم عندما قال:” ومثل المؤمنون في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منهم عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
ولَئِن كنا لا نستغرب كثيراً من هذا التخاذل من معظم الدول العربية والذي تجرعنا منه الكثير في فلسطين ومواقع أخرى، لكنا صعقنا لمواقف دول الربيع العربي وحكوماتها والتي من المفترض أنها تحررت من حكم الخونة والفاسدين الذين كانوا ينفذون الأجندة الغربية ولا ينظرون لمصلحة الأمة. ومع استمرار القصف الصاروخي والمجازر الطائفية في بانياس والقصير وسائر المدن السورية ودخول تعزيزات من حزب الشيطان والعراق لدعم العدوان الذي يشنه النظام على شعبه فإننا ندهش للصمت المستر لدول الربيع العربي وحكوماتها واكتفائها بالمعونات الإنسانية والتصريحات الإعلامية الخجولة لشعب يواجه آلة الدمار المدعومة من إيران الصفوية وروسيا.
إننا نتساءل إلى متى الصمت والتخاذل من قبل العديد من الحركات الإسلامية والتي كانت تتعرض لمثل هذا الظلم من أنظمة دكتاتورية فاسدة؟ ونحن إن كنا نعزو مواقف الحكومات إلى ألاعيب السياسة وضغوطها إلا أننا لا ندرك ما العذر الذي ستسوقه العديد من الأحزاب والجماعات وبالأخص الإسلامية منها، والتي كانت قد تجرعت الظلم والطغيان لعقود ويجب أن تهب لنصرة الشعب السوري وأن لا تنخدع بألاعيب إيران الصفوية.
إن المشروع الطائفي الصفوي البغيض الذي تقوده إيران قد أثبت خطره من خلال ما حدث في العراق الشقيق من سيطرة طائفية دمرت القطر العراقي وقسمته إلى طوائف متناحرة. وبعد كل ما قامت به إيران من فساد في اليمن والعراق ولبنان والبحرين وغيرها من الدول فإننا ندعو جميع الحركات الإسلامية إلى مواجهة هذا الخطر الصفوي وخصوصا الحرب الدموية التي يشنها مع النظام السوري وحزب الشيطان اللبناني على الأراضي السورية. إن جثث الأطفال التي تكدست في بانياس ومعاناة الشعب السوري وعشرات آلاف الضحايا لمن العار أن تقابل بالصمت والتجاهل.
إن الشعب السوري سينتصر بإذن الله تعالى على من ظلمه، لكن التاريخ لن ينسى مواقف الصمت والتخاذل أو التواطؤ من حكومات الدول العربية. وإننا لنناشد من هذا المنبر جميع الحكومات والحركات والأحزاب العربية والإسلامية إلى الوقوف بجانب الشعب السوري وبوضوح حيث بلغ السكين العظم وإخواننا في القصير وحمص وباقي بلدات سوريا يواجهون حرباً طائفية شعواء لا تحتمل المجاملة أو المحاباة، ولو إعذاراً إلى الله تعالى، داعين الله سبحانه وتعالى أن يلهم هذه الأمة أمر رشد تعود فيه العزة والمنعة، والله من وراء القصد وهو الهادي للسبيل. اللهم ارحم شهداء الشعب السوري وداو جرحاهم وانصرهم على أعداء الأمة واكتب لعدوهم الهزيمة والخذلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.