المحرق_ الأحد 15 مايو 2022
أصدرت جمعية المنبر الوطني الإسلامي بياناً بمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية الـ 74 فيما يلي نصه:
تحل اليوم الأحد 15 مايو الذكرى الـ 74 لـ “النكبة” الفلسطينية ذلك اليوم الذي استولت فيه العصابات الصهيونية على معظم الأراضي وشهدت أكبر عملية تطهير عرقي شهدها القرن العشرين وسط انتهاكات جسيمة مستمرة من قبل الكيان الصهيوني بحق فلسطين والمقدسات العربية والإسلامية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وفي ظل صمت عالمي مطبق، وتسارع لخطى التطبيع من جانب بعض الأنظمة العربية والإسلامية في مقابل رفض شعبي عارم للتطبيع بكافة أشكاله وصوره.
إلا أنه وبرغم ومحاولات تمييع القضية الفلسطينية وتغييبها إلا أن هذه الذكرى ومثيلاتها تنعش الذاكرة وتستذكرها الأجيال جيلاً بعد جيل لتظل حاضرة في الأذهان وشاهدة على ما اقترفته الأياد الصهيونية الآثمة من جرائم لن يمحوها سوى زوال هذا الكيان السرطاني الذي زرعته قوى الاستعمار الغربي في المنطقة.
إن هذا اليوم شاهد على الجريمة الكبرى التي قامت بها القوى الاستعمارية على أرض فلسطين، من خلال دعمهم ومساندتهم لوكلائهم الصهاينة في المنطقة في تنفيذ مشروعهم الإجرامي باغتصاب الأرض الفلسطينية والاستيلاء على أكثر من 85 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية البالغة قرابة 27 ألف كيلومتر مربع، وتدمير 531 من أصل 774 قرية ومدينة فلسطينية. من أهلها، وتشريد نحو 800 ألف فلسطيني، من أصل نحو مليون و400 ألف، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة وإلى بقاع الدنيا وإحلال المهاجرين الصهاينة في المدن والقرى الفلسطينية
ناهيك عن الجرائم والمجازر التي ارتكبتها هذه العصابات بحق الفلسطينيين والعرب والمسلمين حيث نفذت70 مجزرة بحق الفلسطينيين، ليقدر عدد ضحاياها من بنحو 15 ألفا، وقرابة 3500 ألف عربي، إضافة إلى تشريد قرابة 200 ألف فلسطيني. في حين تعرض قرابة 4700 فلسطيني للاعتقال، يضاف إليهم نحو 500 أسير عربي. كل ذلك وسط عجز وخذلان بعض الأنظمة العربية وتواطؤ البعض الآخر منها، مما هيأ للنكبة أسبابها، وأتاح للمشروع الصهيوني التمدد والتغول، حيث أمعن في احتلال أراض عربية أخرى غير فلسطين وضمها إلى الكيان المحتل.
إننا اليوم إذ نستذكر الجرائم التي وقعت من قبل كيان مغتصب فإن النزيف مازال مستمراً وماتزال الجرائم البشعة التي يرتكبها هذا المحتل في القدس وساحات المسجد الأقصى وفي الضفة وحي الشيخ جراح وجنين وغزة وجميع المدن الفلسطينية مستمرة ولاتتوقف والتي كان أخرها قتل الإعلامية والصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.
ولايفوتنا هنا أن نحي بكل فخر واعتزاز الصمود الأسطوري لأبناء القدس الشريف وجنين والضفة وغزة وحي الشيخ جراح الذين أثبتوا للعالم أن القضية الفلسطينية لم تنته وان الاحتلال الصهيوني لا مستقبل له في فلسطين وفي كل المنطقة وأنه لايضيع حق وراءه مطالب وأنه بالمقاومة الشعبية لا بغيرها سيزول الاحتلال ويستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة فبرغم مرور 74 عاماً على النكبة ماتزال فلسطين صامدة بصلابة وشجاعة شعبها ودعم ومساندة شعوب الأمة العربية والإسلامية.
إننا نطالب المجتمع الدولي والقوى الغربية بتصحيح الجرم التاريخي الذي ارتكبوه بحق فلسطين والعمل على إرجاع الحقوق لأصحابها ومحاكمة قادة الكيان الصهيوني لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية غير مسبوقة ودعم اللاجئين الفلسطينيين الذين تسببوا بمعاناتهم التاريخية.
وندعو الأنظمة العربية والإسلامية إلى التصدي للجرائم الصهيونية ودعم القضية الفلسطينية وإلى التناغم مع الإرادة الشعبية الرافضة للتطبيع .
إننا في جمعية المنبر الوطني الإسلامي وانسجاما مع تاريخ البحرين المشرف تجاه القضية الفلسطينية واتساقاً مع مواقفنا العقدية والمبدئية والسياسية والتصاقاً مع مواقف أمتنا العربية والإسلامية نجدد التأكيد في هذه المناسبة على مواقفنا الداعمة والمساندة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وفي مقدمتها حق العودة وحقه في تحرير كامل التراب الفلسطيني والدفاع عن المقدسات، ونشدد على أن الكيان الصهيوني في فلسطين المحتل لايملك مقومات ومستقبل الدولة وإنما هو مجموعة من العصابات الإجرامية المغتصبة للأرض والمرتكبة لأبشع الجرائم الإنسانية،وأن هذه العصابات هي عدو أمتنا الأول، سيرحلون عن منطقتنا شاء من شاء وأبى من أبى، وأن المشاريع الرامية لتصفية القضية لن يكتب لها النجاح وسيسقط التطبيع وتحيا فلسطين.