ندوة بالمنبر الإسلامي تطالب بالتراجع عن رفع التحفظات عن “السيداو” حفاظاً على قيم وتقاليد المجتمع

 

أكد المشاركون بمجلس المنبر الوطني الإسلامي على خطورة  الكثير من مواد اتفاقية السيداو على الأسرة والمجتمع وأنها تمثل اعتداءً صارخاً على القيم والفضائل التي يتميز بها المجتمع العربي والإسلامي

ووسط حضور جماهيري كبير شددوا خلال مجلس المنبر الشهري الذي عقد مساء الأحد الماضي 10 أبريل 2016 تحت عنوا ن ” اتفاقية السيداو” على أن هذه الاتفاقية تستهدف القضاء على أشكال التدين وفضائل  المرأة العربية والمسلمة وأنها لاتتناسب تماماً مع حضارة وقيم وتراث المجتمعات الإسلامية.

واستنكر المشاركون موافقة مجلس النواب على مرسوم رفع تحفظات البحرين على عدد من مواد الاتفاقية والتي تخالف أحكام ومبادىء الشريعة الإسلامية ، معتبرين موافقة “النواب” أنه باباً من الشر قد فتح وربما يدخل من خلاله الكثير من الشرور

ووجهوا الشكر الجزيل للعلماء والنواب الذين قالوا كلمة حق وأوضحوا خطورة بعض مواد هذه الاتفاقية على المجتمع لمخالفتها الشريعة الإسلامية والفطرة السوية.

ووصف الشيخ عبد الله الحسيني ” السيداو” بأنها فلسفة غربية وضعية مبنية على عود أعوج وأنها  صفحات سوداء مشبوهة ، تستهدف القيم والفضائل داخل الأسر ة والمجتمع وأنها تمثل استهدافاً صريحاً للمرأة ، مشيراً إلى أن ما تحمله هذه الاتفاقية من شعارات براقة يكمن بباطنها السموم.

وقال :” إنه ضد الاتفاقية بمجملها كونها انتكاسة عن الفطرة السوية للمرأة وطبيعة تكوينها،كما أنها خروج عن الشريعة الإسلامية حيث أنها تطالب بمساواة الرجل بالمرأة في كل شىء وربنا يقول في قرآنه الكريم ” وليس الذكر كالأنثى” ، والاتفاقية تريد المرأة متمردة على وظيفتها الفطرية وتتجاوز المسلمات الفطرية والتربوية المتفق عليها”.

وتابع الحسيني  « يريدون اسقاط الفروق الفردية التي حددها الله عزوجل ورعاها بين الرجل والمرأة كالفروق الحسية والمعنوية بين الذكر والأنثى في الخِلقة والهيئة والتكوين، فشرّع من الأحكام والمهمات والوظائف التي تُلائم كلّ واحد منهما في خِلقته وتكوينه، وقدراته وأدائه، حتى تتكامل الأدوار ويقوم كل بدوره المحدد له “.

وأوضح  أنه بمجرد موافقة البرلمان بغرفتيه على الاتفاقية أصبحت سارية ومن حق الأمم المتحدة والجهات المشرفة علىها أن تراجع الدول التي أقرتها خلال أربع سنوات لتطلع على ما تم تغييره من قوانين للتتوافق مع نصوص الاتفاقية ، كما أن من حق المنظمات الأهلية كتابة تقارير ترفع للأمم المتحدة حول ما تم إنجازه وتطبيقه من نصوص الاتفاقية في القانون البحريني وهو ما يمثل خطورة كبيرة على المملكة وبنيتها التشريعية ، حيث يصبح  لزاماً على الدول الموقعة أن تطبق ما بالاتفاقية برغم أن الكثير من موادها تعتبر انتكاسة حقيقية على الفطرة وليس على الشريعة الإسلامية فحسب.

ندوة السيداو 3
المتحدثون

 

نصوص ومواقف مشبوهة

وأشار إلى أن أكثر الجوانب خطورة في الاتفاقية على السيادة الوطنية وعلى المجتمع بشكل عام ما جاء صراحة في المادة (2) الفقرة (و) بـ (اتخاذ جميع التدابير المناسبة بما في ذلك التشريع لتعديل أو إلغاء للقوانين والأنظمة والأعراف والممارسات القائمة التي تشكل تمييزا ضد المرأة) وهو ما يتطلب تعديل كل القوانين والمواد التي تتعارض معها.

وأضاف أن الجنة القائمة على الاتفاقية والمعنية بالتواصل مع تحفظات الدول تعتبر أن المادة (2) تشكل جوهر التزامات الدول الأطراف بموجب الاتفاقية وبالتالي ترى أن التحفظات على المادة 2 أو على فقراتها الفرعية تتنافى من حيث المبدأ مع موضوع الاتفاقية  وغرضها ومن ثم تعد غير مقبولة بموجب الفقرة (2)من المادة (28)، ويتعين أن تقدم الدول الأطراف التي أبدت تحفظات على المادة (2) أو فقراتها الفرعية ايضاحاً للأثر الفعلي لتلك التحفظات على تنفيذ المعاهدة وان تشير إلى الخطوات المتخذة للإبقاء على التحفظات قيد الاستعراض بهدف سحبها في أقرب وقت ممكن .

وتنص المادة (2) من اتفاقية السيداو على:

“تشجب الدول الأطراف جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وتتفق على أن تنتهج، بكل الوسائل المناسبة ودون إبطاء، سياسة تستهدف القضاء على التمييز ضد المرأة، وتحقيقا لذلك تتعهد بالقيام بما يلي:

(أ) إدماج مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في دساتيرها الوطنية أو تشريعاتها المناسبة الأخرى، إذا لم يكن هذا المبدأ قد أدمج فيها حتى الآن، وكفالة التحقيق العملي لهذا المبدأ من خلال التشريع وغيره من الوسائل المناسبة،

(ب) اتخاذ المناسب من التدابير، تشريعية وغير تشريعية، بما في ذلك ما يناسب من جزاءات، لحظر كل تمييز ضد المرأة،

(ج) فرض حماية قانونية لحقوق المرأة على قدم المساواة مع الرجل، وضمان الحماية الفعالة للمرأة، عن طريق المحاكم ذات الاختصاص والمؤسسات العامة الأخرى في البلد، من أي عمل تمييزي،

(د) الامتناع عن مباشرة أي عمل تمييزي أو ممارسة تمييزية ضد المرأة، وكفالة تصرف السلطات والمؤسسات العامة بما يتفق وهذا الالتزام؛

(هـ) اتخاذ جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة من جانب أي شخص أو منظمة أو مؤسسة،

(و) اتخاذ جميع التدابير المناسبة، بما في ذلك التشريعي منها، لتغيير أو إبطال القائم من القوانين والأنظمة والأعراف والممارسات التي تشكل تمييزا ضد المرأة،

(ي) إلغاء جميع الأحكام الجزائية الوطنية التي تشكل تمييزا ضد المرأة.

وتابع الحسيني : أما فيا يتعلق بالمادة (16) فقد أعلنت اللجنة على وجه التحديد في الفقرة 17 أنه لايمكن للممارسات التقليدية أو الدينية أو الثقافية ولا القوانيين او السياسات المحلية غير المتمشية مع الاتفاقية أن تبرر الانتهاكات التي تحدث للمرأة،كما أن اللجنة لاتزال على يقين من أن التحفظات التي تبدى على المادة (16) لأسباب وطنية أو تتصل بالتقاليد او الدين أو الثقافة ،هي تحفظات لاتتمشى مع الإتفاقية وغير جائزةولذا ينبغي استعراضها أو تعديلها أو سحبها.

ندوة السيداو 2
جانب من الحضور

 

الوعي المجتمعي

أما الأمين العام لجمعية المنبر الوطني الإسلامي الدكتور علي أحمد عبد الله فأكد على أهمية الوعي المجتمعي في مواجهة مثل هذه القضايا التي تمثل خطورة على قيم المجتمع ،مشيراً إلى أن الوعي صمام أمان وسياج ضد كل الأمور التي تحالفنا شريعتنا ومبادءنا  وهو من أفشل التطبيع مع الكيان الصهيوني برغم موافقة بعض الأنظمة العربية عليه وأضاف أن ” المنبر الإسلامي” له موقفه الواضح والمعلن منذ 2010 حول الاتفاقية وأنه يرفض تماماً أي مواد تخالف مبادىء وأحكام الشريعة الإسلامية، وقد أصدر بيانات بذلك وها هو ينظم ندوة حول الاتفاقية لتوعية المواطنين بها، كما أن ممثل المنبر في البرلمان كان من ضمن النواب المحترمين الذين رفضوا الموافقة على المرسومة مستندين في ذلك إلى فتوى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية”

وقال الدكتور علي :” جلالة الملك هو حامي الشريعة الإسلامية بحسب الدستور وهو الذي أنشأ المؤسسات الدينية لتكون مرجعية عند اتخاذ أي قرارات تتعلق بالأمور الشرعية  ومنها على سبيل المثال المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، فلابد من احترام هذه المؤسسات والأخذ برأيها وإلا فما الجدوى من وجودها؟! “، مشيراً إلى أن مجلس النواب عندما ناقش قانون الأحوال الشخصية في 2006 -2007 تم الأخذ برأي علماء الشرع.

ودعا إلى ضرورة أن تكون المشاريع بقوانين هي الأساس وليس المراسيم عندما تتعلق الأمور بقضايا شائكة وذلك حتى تكون هناك فرصة للمناقشات في مجلس النواب وللحوار المجتمعي حول كل ما يطرح

من جانبه أشار النائب عن جمعية المنبر الوطني الإسلامي محمد اسماعيل العمادي إلى  أن مملكة البحرين وقعت على الاتفاقية في عام 2002م وتحفظت على بعض المواد فيها، لكن بحسب ما جاء بالاتفاقية في المادة (28) الفقرة (2) (لا يجوز إبداء أيّ تحفظ يكون منافيا لموضوع هذه الاتفاقية وغرضها)، ومن المعروف أن الهدف من هذه الاتفاقية هو المساواة التامة والمطلقة بين الرجل والمرأة والقضاء على جميع أشكال التمييز بينهما واستعرض العمادي الظروف والمراحل التي مرت بها الاتفاقية داخل مجلس النواب ، مشيراً إلى أنه تم سحب مشروع بقانون خاص بالاتفاقية وتم الدفع بالمرسوم بقانون حتى لايصبح من حق النواب المناقشة، حيث أن المرسوم بقانون لايجوز فيه المناقشة وإنما التصويت فقط.

واعتبر العمادي أن موافقة مجلس النواب على المرسوم بقانون الخاص برفع التحفظات عن بعض مواد ” السيداو” فتح الباب لمزيد من الخطوات التي ربما تمثل محظورات لمجتمعنا وعاداتنا وقيمنا.

ندوة السيداو 5
جانب من الحضور

شاهد أيضاً

قانونيون بندوة ” المنبر الإسلامي”: قرار محكمة العدل الدولية انتصار قانوني وسياسي وصفعة على وجه الاحتلال

المحرق – 10 فبراير 2024 رئيس جمعية المحامين: قرارات المحكمة تؤكد رسوخ واستقرار في ضمير ووجدان ونية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *